سورة آل عمران - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله جلّ ذكره: {الم اللهُ}.
أشار بقوله ألف إلى قيامه بكفايتك على عموم أحوالك، فأنت في أسر الغفلة لا تهتدي إلى صلاحك ورشدك، وهو مجرٍ ما يجبرك، وكافٍ بما ينصرك، فبغير سؤالك- بل بغير علمك بحالك- يكفيك من حيث لا تشعر، ويعطيك من غير أن تطلب.
والإشارة من اللام إلى لطفه بك في خفيِّ السرِّ حتى أنه لا يظهر عليك محل المنة فيما يثبتك فيه. والإشارة من الميم لموافقة جريان التقدير بمتعلقات الطِّلْبَةِ من الأولياء، فلا يتحرك في العالم شيء، ولا تظهر ذرة إلا وهو بمحل الرضا منهم حتى أن قائلاً لو قال في قوله: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأنٍ} [الرحمن: 29] إن ذلك الشأن تحقيق مراد الأولياء- لم يكن ذلك ببعيد.
ويقال تفرَّق عن القلوب- باستماع هذه الحروف المقطعة التي هي خلاف عادة الناس في التخاطب- كلُّ معلوم ومرسوم، ومعتاد وموهوم، من ضرورة أو خِسٍّ أو اجتهاد، حتى إذا خلت القلوب عن الموهومات والمعلومات، وصفَّى الأسرار عن المعتادات والمعهودات يَرِدُ هذا الاسم وهو قوله: الله على قلب مقدَّسٍ من كل غَيْرٍ، وسِرٍّ مصفىً عن كل كيف؛ فقال: {الم اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَىُّ القَيُّومُ}.
فهو الذي لا يلهو فيشتغل عنك، ولا يسهو فتبقى عنه، فهو على عموم أحوالك رقيبُ سِرِّك؛ إنْ خلوتَ فهو رقيبك، وإن توسطت الخَلْقَ فهو رقيبك، وفي الجملة- كيفما دارت بك الأحوال- فهو حبيبك.


قوله جلّ ذكره: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ}.
وما كنتَ يا محمد تدري ما الكتاب، ولا قصة الأحباب، ولكنما صادفك اختيار أزليّ فألقاك في أمرٍ عجيبٍ شأنُه، جَلِيٌّ برهانُه، عزيزٍ محلُّه ومكانُه.
{مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}.
أي محققاً لموعوده لك في الكتاب على ألسنة الرسل عليهم السلام.
{وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى للنَّاسِ وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ}.
أي إنا أنزلنا قبلك كُتُبَنَا على المرسلين فما أخْلَيْنَا كتابًا من ذِكْرِكْ، قال قائلهم:
وعندي لأحبابنا الغائبين *** صحائفُ ذِكرُك عنوانُها
وكما أتممنا بك أنوار الأنبياء زيَّنا بذكرك جميع ما أنزلنا من الأذكار.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}.
وهو ذُلُّ الحجاب، ولكنهم لا يشعرون.
{واللهُ عَزِيرٌ} على أوليائه {ذُو انْتِقَامٍ} من أعدائه، عزيز يطلبه كل أحد، ولكن لا يجده- كثيراً- أحد.


قوله جلّ ذكره: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ}.
وما كنتَ يا محمد تدري ما الكتاب، ولا قصة الأحباب، ولكنما صادفك اختيار أزليّ فألقاك في أمرٍ عجيبٍ شأنُه، جَلِيٌّ برهانُه، عزيزٍ محلُّه ومكانُه.
{مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}.
أي محققاً لموعوده لك في الكتاب على ألسنة الرسل عليهم السلام.
{وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى للنَّاسِ وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ}.
أي إنا أنزلنا قبلك كُتُبَنَا على المرسلين فما أخْلَيْنَا كتابًا من ذِكْرِكْ، قال قائلهم:
وعندي لأحبابنا الغائبين *** صحائفُ ذِكرُك عنوانُها
وكما أتممنا بك أنوار الأنبياء زيَّنا بذكرك جميع ما أنزلنا من الأذكار.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}.
وهو ذُلُّ الحجاب، ولكنهم لا يشعرون.
{واللهُ عَزِيرٌ} على أوليائه {ذُو انْتِقَامٍ} من أعدائه، عزيز يطلبه كل أحد، ولكن لا يجده- كثيراً- أحد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8